قرأت اغلب كتب الاستاذ مصطفى حامد , ولا أنكر أن فيها خيرا
كثيرا , لكن المشكلة هي ان فيها في مقابل ذلك كثيرا من التثبيط
والتخذيل والغمز واللمز بالمجاهدين و تحاملا على الشيخ
عبد الله عزام رحمه الله حامل لواء المجاهدين في ذلك الوقت .
فأرى أن الرجل كان على خير في البداية ولكن يبدو أنه استطال
الطريق و أصبح ينظر بنظارة سوداء الى الجهاد الاول ضد
الروس والنتائج التي تمخض عنها . ولعله معذور ,حيث أن تلك
المرحلة كانت مليئة بالأحداث والشخصيات المريضة , وقد حلل ه
هو بنفسه شخصيات معقدة من أمثال سياف ورباني
و غيرهما تحليلا دقيقا و تنبه قبل غيره الى نفاقهم ووصوليتهم
واستطاع أن يشخص العديد من سلبيات المرحلة و الشخصيات
التي كانت تقود الجهاد في ذلك الوقت والنتائج التي يمكن أن
تتمخض عنها هذه السلبيات . لكن يبدو انه قد تاه في غمرة هذه
التحليلات ونسي أن الأمر برمته إبتلاء ! و أنه من ضمن
المبتلين ! و نسي أن كونه محللا بصيرا بخفايا النفس
البشرية وأمراض الشعوب لا يعطيه حصانة ضد الأختبارات
الإلهية التي لا تنتهي إلا بالموت . و(العبرة بالخواتيم ). فتثاقل ,
في رأيي , بسبب هذه النظرة السوداء الى الأمور و كثرة انتقاد
الأوضاع ! تثاقل عن إكمال الطريق بعد أن قطع فيه شوطا طويلا .
ولله في خلقه شئون .