لقد قرأت
مذكرة بعنوان الانتصار لاهل التوحيد في بلاد الرافدين وهي لاحد الاخوة
المجاهدين في العراق وهو يرد على بعض الملاحظات التي ارسلها للتنظيم القاعدة
احد مشائخ السرورية
وقد ذكرالكاتب بعض الاخطاء
على الجيش الاسلامي وذكر الادله على تلك الاخطاء ومعظمها من المتحدث الرسمي
للجيش والسؤال هل صحيح ان الشمري المتحدث الرسمي
للجيش واذا كان كذلك هل الجيش يوافقه على تلك الاخطاء واذا كان لايوافقه
لماذا لايصدر بياناً يبين تلك الاخطاء وخاصة الاخطاء العقدية وهل منهج الجيش
كما يقول صاحب الكتاب انه محسوب على المنهج السروري( وهذا المنهج معروف بشق
العصاء وخاصة عند الاخوة المقربين للشيخ اسامة حفظة الله و مشاكلهم معة في
افغانستان ايام المعسكرات في عهد
طالبان اسأل الله ان يعيدها) ارجو الاجابه من الاخوة الموحدين في الجيش
الاسلامي كما نحتسبهم، وماذكرت هذا الكلام الا لحساسية هذه الاخطاء العقدية
وخاصة عند كل موحد ‘ واترككم مع ملاحظات الكاتب: أما الجديد من أمر
الجيش الإسلامي فهو رسالة الشمري التي توجه بها
إلى القوميين والإسلاميين في مؤتمر الدوحة حيث قال في مطلعها: [لقد مر زمن
طويل قبل أن يجلس الإسلاميون والقوميون العرب إلى بعضهم البعض يتحاورون
ويبحثون في نقاط التلاقي والاتفاق بعد أن كان للحديث شجون وسجون. المهم عدنا
والعود أحمد كما يقولون]، وقال في ثنايا الرسالة:[إننا اليوم إسلاميين
وقوميين مدعوون لننهي خصامنا النكد الذي ما كان له أن يكون حيث خاصم القوميون
دينهم ومصدر عزهم الإسلام كردة فعل استمرت ردحاً طويلاً من الزمن، وآن الأوان
أن ننتقل من الانفعال وردود الأفعال إلى الفعل الصحيح الهادف. لماذا
يتعصب العلماني الغربي إلى دينه وقومه معاً، وأذكركم بموقف الرئيس الفرنسي
الأسبق جسكر دستن عندما أصر أن تتضمن مقدمة الدستور الأوربي عبارة القيم
المسيحية التي أسست عليها الحضارة الغربية، وهي نفس العبارة التي تبعد بسببها
تركيا عن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، لماذا يفعل العلماني الغربي ذلك؟
ولماذا يتخلى[1] العربي المسلم عن إحدى الصفتين عندما يتصف بالأخرى] وفي آخر
الرسالة قال: [إن مشروع أعدائنا هو مشروع مخطط مرسوم بعناية، لذا يتوجب
علينا صياغة مشروع مضاد مخطط له بعناية، نرسم فيه أهدافنا ونشخص فيه
أولوياتنا ونقاط التلاقي والافتراق، نتعاون على ما نتفق عليه، ونؤجل ما نفترق
فيه حتى زمن يسمح لنا فيه بالتنازع دون خسائر كبيرة، يجب أن يستند
مشروعنا النهضوي في أساسه إلى تقوية عناصر النهضة المطلوبة، وتثبيتها بكل
الوسائل]اهـ.فيا لله العجب كيف يتقارب الجيش مع من رفض الإسلام؟
أم كيف يسعى للتخطيط المشترك مع من آمن بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة
ديناً مالها ثاني. إن القوميين قد رفضوا الإسلام قديماً وحديثاً فكانوا أداة
بيد القوى العظمى لحرب الإسلام وأهله، ولما ذهب عهدهم واندثر ذكرهم لم يزدهم
ذلك إلا إلحاداً وكفراً، فالإسلام عندهم رجعية وتخلف وعودة للعصور
الوسطى.إن الولاء في الإسلام لا ينعقد إلا لله ولرسوله
وللمؤمنين، ولذا فإن النبي صلى الله علية وسلم قاتل قومه _ في أعظم وأجل
معارك عرفها تاريخ البشرية _ لما كفروا بالله وقال لهم: (أما والله لقد جئتكم
بالذبح) وقال: (والذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي
ولينفذن الله أمره).وقد حرم الله تبارك وتعالى في كتابه موالاة الكفار وإن كانوا من
أقرب الناس فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى
الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)،
ونفى الله عز وجل الإيمان عمن يواد الكفار من أهله وعشيرته فقال تعالى: (لا
تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ
الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ
الْمُفْلِحُونَ)، قال صاحب التفسير الميسر عند تفسير هذه الآية: [لا تجد
-أيها الرسول- قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون بما شرع الله لهم,
يحبون ويوالون مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا آباءهم أو
أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون فيه
ثَبَّتَ في قلوبهم الإيمان, وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا،
ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانًا
ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما
أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات, أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم
الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة].ولذا فإن التقرب من
المرتدين العرب والتعاون معهم لا يقل جرماً بحال من الأحوال من جرم التقرب من
الكفار الأصليين والتودد لهم والتعاون معهم، بل هو أعظم إذ قد [انعقد الإجماع
على أن كفر الردة أغلظ من الكفر الأصلي][2] ، وهذه الأمور من بدهيات الإسلام ومسلمات الشريعة التي لا يختلف
عليها مسلمان، بل لما قاتل الصحابة المرتدين وأعادوهم إلى الإسلام منعوهم من
ركوب الخيل وحمل السلاح حتى تظهر صحة توبتهم، وكان عمر رضي الله عنه يقول
لسعد بن أبي وقاص وهو أمير العراق لا تستعمل أحداً منهم ولا تشاورهم في
الحرب، هذه سيرة الصحابة في المرتدين بعد أن رجعوا إلى الإسلام، فكيف نتقارب
مع المرتدين وهم مازالوا مقيمين على ردتهم لا ينزعون عنها ، أهذا منهج السلف
الصالح الذي يتشدق به الجيش الإسلامي صباح
مساء؟!!.ولذا فمنهج أهل السنة والجماعة الصافي النقي لا
يتبنى بحال من الأحوال تقارباً وولاءً من هذا النوع، ويرفض التخطيط المشترك
مع من رفض الدين وعدة رجعيةً، ويأبى أن يتفق _ فيما يمكن الاتفاق عليه _ مع
من فصل الدين عن الدولة، وأبعد الدين عن واقع الأمة عقوداً
طويلة.إن أسوء كلمة _ يندى لها الجبين _ تفوه بها الشمري في رسالته، قوله: [نتعاون على ما نتفق عليه،
ونؤجل ما نفترق فيه حتى زمن يسمح لنا فيه بالتنازع دون خسائر]اهـ، فأما
نقاط التلاقي والاتفاق فهي الدفاع عن الوطن، وتقوية أواصر ووشائج القومية
العربية لتقوية الجبهة الداخلية، وأما ما افترقنا فيه _ وهو الإسلام _ فلا
بأس أن نؤجله إلى وقت يكون النزاع فيه بأقل خسائر
ممكنة.فيا لله العجب.. أجعل الإسلام مسألة اجتهادية يباح
تأخيرها والاجتماع من دونها؟ إنّ خِلَافَنَا الحقيقي مع الملاحدة القوميين _
خَلَفُ أبي جهل وأبي لهب وعقبة بن أبي معيط _ هو خلاف في أُس الإسلام وأصله،
فأي كتاب أو سنة استند عليها الشمري حتى يتفوه
بعظيم القول وجسيم العبارة.فإن قال: إنما هي للدعوة وتأليف الناس، وقد راسل النبي r ملوك
العالم كسرى وقيصر وملك القبط وغيرهم، ورسالتي من هذا الباب فلم
العتاب.قلنا له: إن دعوة النبي صلى الله كانت دعوة واضحةً
صريحة (أسلم تسلم)، أما أنتم فخطابكم شمل الإسلاميين والقوميين، بمعنى أنكم
تعتقدون إسلام القوميين ولا ترون كفرهم مع إقراركم أنهم قد رفضوا الإسلام
ردحاً من الزمن، ولم يتخلوا عن هذا الرفض إلى يومنا
هذا.وأيضاً لما راسل
النبي r هؤلاء الملوك لم يطلب منهم رص
الصفوف، وبحث نقاط التلافي والاختلاف، وتأجيل الخلاف إلى وقت أفضل، لكنه
دعاهم بدعاية الإسلام (اسلموا تسلموا). ولو سلمنا له أن
هذه الرسالة من باب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فأيهم أولى بالتقارب ورص
الصف والتخطيط المشترك، إخوانهم المجاهدون الذين يقاتلون معهم في نفس الخندق،
أم الملاحدة القوميون!!!.وحتى يتضح الحال،
ويتبين الليل والنهار، أذكر مقارنة بسيطة تكشف مكامن الخلل، وتوضح ما وقع من
زلل. ففي الوقت الذي أعلن فيه السواد الأعظم من المجاهدين دولة العراق
الإسلامية، صرح الجيش الإسلامي _ المقاومة الشريفة _ أنه ذاهب لمفاوضات مع
عباد الصليب.وفي
الوقت الذي يسعى فيه المجاهدون لتوطيد أركان الدولة الإسلامية التي تتبنى
الإسلام عقيدة ومنهج حياة لتكون نواة الخلافة الإسلامية التي وعدنا الله بها،
يصف الشمري الدولة التي يسعى الجيش الإسلامي
لإقامتها بقوله: [إن بناء السلام يحتاج إلى خطوات طويلة وسليمة باتجاه الهدف
المنشود وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في هذا الشأن فستجدنا أكثر جدية
منها ومستعدون لأي نوع من المفاوضات سرية كانت أو علنية بشرط المصداقية ولا
نمانع من وجود وسطاء (ذوي مصداقية دولية) في هذا الشأن ويمكن تبادل الرسائل
الرسمية ولا نعترض أن تكون سرية.كل هذه الإجراءات تشكل رغبة صادقة من اجل الوصول للسلام على
قاعدةالمصالح المشتركة والاحترام
المتبادل.وبخصوص البرنامج السياسي فهو يمتاز بالمرونة والواقعية والتدرج في الوصول لدولة حديثة
ذات صبغة مؤسسية تكون فيهاالخصوصيات الاثنية والعرقية عامل قوة وليس عامل
ضعف تستند في شرعيتها على ثوابتالأمة][3].وفي الوقت الذي دعا فيه أبطال الدولة الإسلامية بقية
المجاهدين إلى التوحد والائتلاف، رفض الجيش الإسلامي هذه الدعوة متوجهاً إلى
الملاحدة القوميين يبغي التوحد والائتلاف معهم.
وفي الوقت الذي يُطَارَد فيه المجاهدون ويُشَرَدَونَ
في كل مكان، في نفس الوقت يسرح ويمرح متحدث الجيش الرسمي في عَمَان راعية
اليهود والصليب، والحارس الأمين، والكلب
المطيع.إن دعوى الجيش الإسلامي اتباع منهج السلف إنما هو
ادعاء باللسان، أما في الواقع فهو اتباع لمنهج الإرجاء، [وما أخفى امرؤ شيء
في صدره الا أظهره الله على فلتات لسانه]، والأيام كفيلة بكشف المزيد
والمزيد، وإن غدا لناظره لقريب.ويعلم الله أني ما كتبت هذه الكلمات عن الجيش الإسلامي إلا بعد
تردد طويل، لكن لما التبس الأمر على كثير من المسلمين، وسكت عن تبيينه أهل
الشأن الصادقين، آليت على نفسي أن لا أكتم ما أدين الله
به.وأما القوميون العرب
فإني أدعوهم بدعاية الإسلام اسلموا تسلموا، فإن أبيتم فاعلموا أنكم صاغرون لا
عزة لكم إلا بالإسلام، ولا فلاح لكم في الدنيا والآخرة إلا بطاعة ربكم واتباع
نبيكم r، قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ
الْغَالِبُونَ).[1]- أما العربي الذي يتخلى عن الدين
فليس بمسلم وإن دلس المدلسون.[2] - مجموعة الفتاوى لابن تيمية
(28/478).[3]- انظر الحوار
المنشور على شبكة مهاجرون الإسلامية بعنوان: [حقيقة الجيش الإسلامي في العراق
[[[لقاء صريح مع الشمري]]] الناطق الرسمي].وكذالك ذكر الكاتب في
نقطة اخرى من الكتاب عندما رد على الملاحظة السابعة في حق تنظيم القاعدة وهي
:خلق عداوات وخصومات
مع الجماعات السنية [ الحزب الإسلامي _ الجماعات الجهادية الأخرى _ هيئة
علماء المسلمين ].وقد ذكر الكاتب بعض الجماعات ثم ذكر الجيش وقال
:جماعة الجيش الإسلامي في
العراق:كانت علاقة هذه الجماعة بتنظيم القاعدة في بادئ
ظهورها علاقةً طيبةً خاصة بعد معركة الفلوجة الأولى، وبعد سقوط المدينة في
المعركة الثانية بقية العلاقة كما هي، ومع مرور الأيام بدأت المفارقات
العقدية تطفو على السطح بين هذه الجماعة ومثيلاتها والتنظيم
وأمثاله.
أما الأخطاء
والزلات العقدية لهذه الجماعة ومثيلاتها فتتمثل في الأمور
التالية:
1. اعتقادهم أن
الرافضة طائفة إسلام، وأنهم بنو عمومتهم، ولا يرون قتالهم، ولا حمل السلاح
عليهم، حتى لو قتلوا من أهل السنة وأثخنوا
فيهم.
ويرون أنّ في جيش المهدي الذي يقوده مقتدى الصدر
رجالاً وطنيين يحبون الوطن، وبالتالي فالجيش الإسلامي يقدّر لهم هذه
المواقف.
2. عدم وضوح عقيدة
الولاء والبراء والمفاصلة الكاملة لأهل الشرك والكفران، ويتجلى ذلك واضحاً من
اعترافهم الضمني بجامعة الدول العربية وبمواثيقها، وثنائهم على الوطنيين
الشرفاء، وضبابية منهجهم في الحكام
العرب.
3. حمايتهم لمراكز
التصويت على الدستور الكفري.
4. إقرارهم مشروعية
الانتخابات، وترك الخيار للشعب في أن يمارس حقه الانتخابي والتصويت على
الدستور، والدعوة للتصويت بلا للدستور، ولا يخفى ما في هذه الدعوة من إعطاء
الصبغة الشرعية للانتخابات ولواضعي الدساتير
الكفرية.
5. تصريحهم بأنهم
لا يستهدفون الكفار لكفرهم كالصحفيين، بل يحترمون المهني الذي يحترم مهنته،
فهم لا يقتلون إلا العسكري بزعمهم، وهذا قول الخانعين من أبناء الإسلام في
هذا الزمان، والله عز وجل أمر بقتال كل مشركٍ لشركه، وكل كافرٍ لكفره لا
لحرابته لأهل الإسلام، قال الله تبارك وتعالى: ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ
الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ
وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ
اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )التوبة5، فأمر الله بقتال الكافرين ليُعْبَدَ الله
وحده، ويحكّم في الأرض شرعه وأمره.
6. تكريسهم لقطرية
القضية، وتحدثهم الدائم عن العراق والعراقيين، والوطن والوطنيين، وكأن القوم
أثرت عليهم حدود سايكس بيكو.
7. قبولهم بمبدأ
المفاوضات على الطريقة الأمريكية المبنية على أنصاف الحلول وتقريب وجهات
النظر، وموافقتهم على دخولها والمشاركة
فيها.
8. القول بأنه ليس بينهم وبين أحد من العراقيين
خصومة، وكأن العراق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليس فيه علماني، أو
رافضي، أو عميل، أو مرتد، أو عابد شيطان، إلى آخر تلك الفرق والأديان.
9. تصريحهم بأنهم لا يستهدفون إلا الأمريكان ولا
يستهدفون غيرهم، وهذا من الخلل العقدي البين، فكيف لا يُقَاتَلُ الروافض
المشركون، والأكراد العلمانيون، الذين صالوا على الدين والنفس والعرض والمال
والأرض، كيف لا يقاتل من التحق بالحرس الوطني والشرطة، كيف لا يُقَاتَلُ _
عيون الأمريكان _ العملاء؟!!!
وتوثيقاً لما سبق
من بيان، أذكر مقتطفات نقلتها بالنص من مقابلة أجراها الصحفي ياسر أبو هلالة
مراسل الجزيرة مع المتحدث الرسمي للجيش الإسلامي إبراهيم الشمري، والتي بثتها
قناة الجزيرة في برنامج [لقاء اليوم].
قال الصحفي ياسر
أبو هلالة مراسل الجزيرة:
لكن كان هناك نوع
من العمل السياسي، والتنسيق بينكم وبين .. أو أنتم والجماعات الأربعة، الجيش
الإسلامي، وكتائب ثورة العشرين و... كان موقف أول شِيء بلا للدستور، وبعدها
كان موقف غير رافض للانتخابات بشكل عملي، ألا يعتبر هذا النوع من المشاركة
السياسية.
قال الدكتور
إبراهيم الشمري المتحدث الرسمي باسم الجيش
الإسلامي:
لا.. رفض الدستور
هذا شُخِّصَ لدينا أنه منكر من المنكرات العظيمة التي يجب دفعها بكل الوسائل،
المقاومة لها وسائلها وهي استخدام السلاح، لكن الشعب عليه أن ينكر هذا المنكر
بوسيلة الرفض، وهذا ما دعونا له، نحن منسجمون مع ثوابتنا في هذه المسألة
ثوابتنا الشرعية، أما مسألة الانتخابات فهذا الموقف الوحيد الذي كان فيها أنه
لا تضرب أماكن الانتخابات لأنها ستحدث ثورة، وسيذهب البريء والمجرم في وقت
واحد، ونحن تعاملنا بواقعية تستطيع أن تقول مع هذه القضية، وتركنا للشعب بأن
يمارس اختياراته، الكثير من أبناء العراق وخصوصاً أبناء السنة أوذوا أذية
بالغة من هذه الحكومة الطائفية حكومة الجعفري، ولذلك كانوا يلومون أنه أنتم
تقولون لا ندخل في العملية السياسية، فتركنا لهم أن يدخلوا، وقد كانت
النتائج، زورت الانتخابات والكل يشهد بذلك، فهل هذه عملية سياسية ناضجة يدعى
لها أبناء الشعب العراقي لكي يدخلها.
أقول ومن الله
استمد العون وأسأله التسديد:
قوله [ لا.. رفض
الدستور هذا شخص لدينا ] إلى قوله [ ثوابتنا الشرعية
].
أما الدستور فهو ليس منكر من المنكرات العظيمة فحسب
بل هو الكفر بعينه، ولا ينبغي التلاعب
بالألفاظ.
وأما وسائل
المقاومة ووسائل إنكار الشعوب، فليُعلم أن الجهاد فرض عين على كل مسلم، وليس
الجهاد لأهل المقاومة، والتصويت لعامة الشعب، فوسائل المقاومة والشعب في رفض
الدستور هو الكفر بالدستور وجهاد أهله، ومن قال غير هذا فقد كذب على الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن تخلف عن الجهاد المتعين فهو من القاعدين وله
نصيبه من النفاق.
وأما دعوتهم الناس
لولوج الانتخابات، فمعلومٌ تحريم هذه الانتخابات، وإن كانت دعوتهم الشعب لرفض
الدستور وإنكار المنكر فلا ينكر المنكر بمنكر أعظم، ولكن ينكر بالوسائل التي
شرعها الله تبارك وتعالى.
وهم حين يدعون
الناس لرفض الدستور عن طريق الانتخابات فهم يعطون الشرعية لواضعي الدستور
وتلك الانتخابات.
فلو وضع دستور
يوافقهم فسيدعون الناس للتصويت بنعم، فميعوا القضية كمن سبقهم من الإخوان
المسلمين.
قوله [ أما مسألة
الانتخابات ] إلى قوله [ وسيذهب البريء والمجرم في وقت واحد
].
أقول:
إن الجيش الإسلامي
ومن على شاكلته يدّعُون _ مراراً وتكراراً داخل العراق وخارجه وخاصة بلاد
الحرمين _ وينشرون دعايات أن تنظيم القاعدة يسفك الدماء، ويأخذ البريء
والمجرم في آن واحد، إلى آخر تلك
الإشاعات.
والله يشهد أن هذه
الدعاوى من الكذب البين على أهل التوحيد، فهم يرومون من هذه الدعاوى قطع
التمويل ، ولم يعلم أتباع سرور أن الله قال: ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )الذاريات : 58، ألم يسمع هؤلاء لقول
الله تعالى للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ( أغز نغزك، وأنفق فسينفق
عليك، واستخرجهم من حيث أخرجوك )، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( وجعل رزقي
تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري
).
وأيضا فإنهم يرومون من هذه الإشاعات تشويه صورة
الموحدين، وسحب البساط من تحتهم، وتغيير نظرة الناس عنهم، وتقليص رصيدهم
الشعبي.
وفصل الخطاب في هذه
المسألة:
تصريحات الشيخ أبي مصعب حفظه
الله بعد الانتخابات حيث قال: [ وقد أحجمنا عن ضرب مراكز الانتخابات خوفاً من
أن يقتل مسلم قد لبس عليه ] كلام الشيخ بتصرف.
ويقصد الشيخ من هذه
الكلمات أن أهل السنة حين شاركوا بالتصويت على الدستور، شاركوا بدعوة من
الحزب الإسلامي، وبتلبيس من الجيش الإسلامي، وبعض الجماعات المنتسبة
للمقاومة، فلبسوا على المسلمين دينهم، ولذا أحجم التنظيم عن استهداف مراكز
الانتخابات.
قوله [ ونحن
تعاملنا بواقعية تستطيع تقول ] إلى قوله [ أوذوا أذية بالغة من هذه الحكومة
الطائفية حكومة الجعفري ].
أقول وبجلاله
أستعين:
الجيش الإسلامي
تعامل بواقعية مع هذه القضية حيث ترك للشعب الخيار أن يختار ما يريد، إما
الموافقة على الدستور أو رفض الدستور، إما أن يختار الشعب الإسلام أو يختار
الكفر، فللشعب ما يشاء.
والشعب قد أوذي
أذية بالغة، ولا يدفع هذه الأذية إلا صناديق الاقتراع، فالسنان لا يَدفعُ
السنان إنما تدفعه صناديق الاقتراع.
قوله [ ولذلك كانوا
يلومون أنه أنتم تقولون لا ندخل في العملية السياسية ] إلى قوله [ فهل هذه
عملية سياسية ناضجة يدعى لها الشعب العراقي لكي يدخلها
].
أقول:
ترك الجيش الإسلامي
للناس الخيار في أن يختاروا الكفر أو الإسلام، وسمح لهم بدخول العملية
السياسية _ التي يعلم البعيد قبل القريب أن دخول العملية السياسية في العراق
هو الكفر بعينه _ خوفاً من أن يلام، أما أهل التوحيد فلا يخافون إلا من ربهم
وخالقهم فلا يتنازلون قيد أنملة عن معتقدات الإسلام ولو غضب أهل الأرض أجمعون
فأفنوهم و قتلوهم، هذا هو الانتصار يوم تنتصر الروح على المادة، يوم تزهق
النفس ثابتةً على الدين موقنة بالنصر والفوز العظيم، ولنا في أصحاب الأخدود
أسوة وعبرة وآية.
يقول العالم الأديب
سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة في [معالم في الطريق / نقلة بعيدة 602]: [ لن
نتدسس إلى الناس بالإسلام تدسساً، ولن نربت على شهواتهم وتصوراتهم المنحرفة،
سنكون معهم صرحاء غاية الصراحة، هذه الجاهلية التي فيها خبث، والله يريد أن
يطيبكم].
وأما قوله [ فهل
هذه عملية سياسية ناضجة يدعى له الشعب العراقي لكي يدخلها
]
أقول:
الجيش الإسلامي لا
ينكر مبدأ الدخول في العملية السياسية، ولو علم الجيش أن أهل السنة سيحصلون
على نتائج سليمة خالية من التزوير، ومقاعد كثيرة في البرلمان التشريعي لدعاهم
إلى ذلك، إلا أن العملية في الوقت الحالي لم تنضج بعد، ولم تبلغ سن
التكليف.
وأهل التوحيد
يحرمون دخول العملية السياسية لما فيها من نواقض للدين، فهي صنيعة الصليبيين
وأذنابهم، فأي عملية سياسيةٍ ستكون على مقتضى شريعة الإسلام حذو القذة
بالقذة، كذبوا وحادوا عن الحق وضلوا
وأضلوا.
قال الدكتور
إبراهيم الشمري:
الجيش الإسلامي له
واجبه في استهداف الأمريكان، وليلة الانتخابات كانت هناك عمليات قوية على
الجيش الأمريكي.
أقول: ليس من واجب
الجيش الإسلامي قتال المرتدين.
قال الدكتور
إبراهيم الشمري: أما الحوار مع أصحاب الشأن في
الواقع العراقي وهم الأمريكان، نحن لا نرفض التفاوض من حيث أنه تفاوض ليخرج
المحتل ... الخ.
أقول وبالله
أستعين:
أما الموحدون فلا
يرون للتفاوض طريق، ولا إليه سبيل، إنما هو خديعة إبليس على ضعاف
النفوس.
إن الإسلام لا
يلتقي مع الجاهلية في منتصف الطريق، ولا يتفق معها على أنصاف الحلول، إن
الإسلام لا يتبنى إلا المفاصلة الكاملة للجاهلية، وليعلم من انخدع بالمفاوضات
أن الأمريكان لن يتركوا البلاد والعباد إلا بعد انسلاخهم من الدين وتحكيم
الإنجيل.
قال الصحفي ياسر
أبو هلالة: حوار القاهرة ثمة من يرى فيه .. الذي رعته جامعة الدول العربية،
ثمة من يرى فيه اعترافاً بالمقاومة، وفي المقابل من يرى فيه اعترافاً
بالحكومة المؤقتة، كيف تنظرون إلى حوار
القاهرة؟
قال الدكتور
إبراهيم الشمري: إن الحوار الذي جرى في القاهرة
نحن منذ البداية أعلنا موقفنا صريحاً منه، وصدر بيان على الإنترنت في ذلك، أن
الحوار في القاهرة إذا كان يُطلب منه أن يجند هؤلاء المجرمين الذين جاؤوا
بالاحتلال، ويضفي عليهم صفة الوطنية، فنحن نرفض هذا المؤتمر جملةً
وتفصيلاً.
وإذا كان يريد أن
يصلح ذات الشأن بين المتخاصمين بالعراق، فنحن ليس معنا خصومة مع أي جهة
عراقية، خصومتنا هي مع الاحتلال وأذنابه، فعلى المؤتمر... كان على المؤتمر أن
يركز على المقاومة والاحتلال، لا أن يأتي بالوطنيين الشرفاء الذين يرفضون
الاحتلال، ويجلسهم مع الخونة والعملاء، ولذلك رأينا فيه أنه ولد
ميتاً.
نحن لا نعترف بهذا
بي ... هناك بعض النتائج الطيبة، نتيجة بعض الخيرين الذين حضروا المؤتمر مثل
الدكتور حارث الضاري وغيره، والذين طلبوا مطالب شرعية نحن ندعمها، وهي خروج
الاحتلال، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف المداهمات، لكن الذي حدث أن المؤتمر
كان حبراً على ورق.
أقول وبالله
أستعين:
قوله [ إن الحوار
الذي جرى في القاهرة نحن منذ البداية أعلنا موقفنا صريحاً منه ] إلى قوله
[ويضفي عليهم صفة الوطنية، فنحن نرفض هذا المؤتمر جملة وتفصيلاً
].
الجيش الإسلامي لم يرفض الحوار والمؤتمر الذي ترعاه
جامعة الدول العربية الطاغوتية لأنها هي من ترعاه، ولكن لأن المؤتمر يعطي
الشرعية للخونة والعملاء، ولو لم يعطي الشرعية لهؤلاء فلا بأس، وكأن الجامعة
العربية لا ترعى إلا الإسلام، أَمَا كان الأحرى بالجيش أن يَكفُرَ بالجامعة
ومؤتمراتها.
وأما قوله [وإذا
كان يريد أن يصلح ذات الشأن بين المتخاصمين بالعراق، فنحن ليس معنا خصومة مع
أي جهة عراقية] إلى قوله [ لا أن يأتي بالوطنيين الشرفاء الذين يرفضون
الاحتلال، ويجلسهم مع الخونة والعملاء، ولذلك رأينا فيه أنه ولد ميتاً ].
فالجيش ليس معه خصومة مع أحد من العراقيين حتى
الروافض المشركين، والأكراد العلمانيين، وعبدة الشيطان اليزيديين، وأفراد
الحرس الوطني والشرطة والعملاء.
قوله [ لا أن يأتي
بالوطنيين الشرفاء الذين يرفضون الاحتلال، ويجلسهم مع الخونة والعملاء، ولذلك
رأينا فيه أنه ولد ميتاً ].
إن الجيش الإسلامي
يؤصل للوطنية والمواطنة، فأي مواطن عراقي يرفض الاحتلال فهو شريف، حتى لو كان
بعثياً أو علمانياً أو رافضياً أو
يزيدياً.
قال الصحفي ياسر
أبو هلالة: كيف تنظر إلى موضوع السيارات
المفخخة؟
قال الدكتور
إبراهيم الشمري: هناك معلومات أن الكثير من هذه
السيارات المفخخة يصنعها الأمريكان، ودوائر المخابرات المرتبطة بها، أو
العصابات الدولية المرتبطة بها.
نحن ليس من أهدافنا
قتل المدنيين الأبرياء، لكن هم يعمدون منذ زمن طويل على تشويه سمعة المقاومة
لكي يبتعد عنها الشعب العراقي، لكن الشعب العراقي _ والحمد لله _ شعب ذكي،
ويعرف أن هذه الأفعال أن ما وراءها قوات
الاحتلال.
أقول ومن الله
أستمد العون:
الجيش الإسلامي يبث
دعاوى كاذبة، سواء في العراق أو خارجه _ وخاصة في جزيرة العرب _ أن تنظيم
القاعدة هو من يصنع تلك السيارات المفخخة، وأنه يقتل بتلك السيارات البريء
والمجرم في آن واحد.
وما سبق من كلام
لمتحدثهم الرسمي يكذب افتراءاتهم ودعاويهم في داخل العراق وخارجه، وأن هذه
السيارات من تدبير الأمريكان وأعوانهم.
ونحن نقول: أن تلك
السيارات المفخخة إنما هي من صنع أهل التوحيد والجهاد، وأنهم يعملون قدر
المستطاع على الابتعاد من أماكن تواجد المسلمين، وأنهم لا يستهدفون إلا
الصليبيين وأهل الردة، وقد أصدروا بيانات تدعو المسلمين إلى الابتعاد عن
مواقع الأمريكان وأذنابهم وأماكن
تواجدهم.
قال ياسر أبو
هلالة: بالنسبة لعمليات الخطف وخصوصاً خطف الصحفيين، الجيش خطف عدداً من
الصحفيين. كيف تدافع عن هذه العمليات؟
قال الدكتور
إبراهيم الشمري: المهنيون ومن كل أصنافهم،
الصحفيون أو الأطباء أو غيرهم، كلهم ليسوا هدفاً لعملياتنا ما التزموا
بمهنتهم بمهنيتهم، ولكن الذي يحدث أن الأجهزة الأمنية للجيش الإسلامي لديها
واجب شرعي، وهو رصد كل الغرباء الموجودين للحفاظ على أمن الشعب العراقي سواء
الفكري أو العسكري أو الاقتصادي، ولذا فهي تلاحقهم باستمرار، أو ترصدهم على
الأقل، وأحيانا يسقط صحفي أو غيره بأيديهم ولكن ما الذي يحدث بعد
ذلك...
يُحقق مع هذا الشخص
من قبل الأجهزة الأمنية، ثم يرفع ملفه إلى المحكمة الهيئة الشرعية فتجري
تحقيق آخر معه بناءً على المعلومات التي تعطيها لهم هذه الأجهزة الأمنية،
وبعد ذلك تُصدر حكمها، ويُرفع إلى مكتب القيادة العامة للمصادقة، فإذا كان
بريء سيطلق سراحه، وإذا كان متلبس بموقف معين مع الاحتلال سيتم التعامل معه
على وفق مصالح الجهاد في العراق، فإذاً الصحفيون ليسوا
هدفاً.
قال ياسر أبو
هلالة: لكن قُتِلَ صحفي.
إبراهيم الشمري: هذا جاسوس، تبين منذ أول ساعات أنه جاسوس،
والأدلة علية كثيرة، ولذلك .. لكن الصحفيين إلى آخرهم .. الفرنسيين أنت تعلم
أنهم لم يقتلا.
أقول وبالله
أستعين:
يتضح من كلام
الدكتور أن الجيش الإسلامي لا يرى قتل الكفار لكفرهم ولكن لحرابتهم، فإذا دخل
العراق صحفي أمريكي أو يهودي، والتزم بمهنته فلا ضير عليه ولا
أذى.
وحكم الإسلام في أمثال أولئك الصحفيين بيّنٌ واضحٌ،
فقد قرر الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد مراحل تشريع الجهاد حتى
انتهى الأمر من الله تبارك وتعالى بقتل كل مشركٍ ما لم يدخل في الإسلام،
ويمتثل شعائر الدين، وأما أهل الكتاب فإما أن يعتنقوا الإسلام، أو يدفعوا
الجزية، أو يقاتلهم أهل الإسلام، هذا في جهاد الطلب فكيف ونحن في جهاد
دفع.
وأما التفريق بين العسكري والمدني فَمُحدَثٌ في هذا
الزمان وليس لمن أحدثه سلف، وما دُمْنَا في حرب مستمرةٍ مع الصليبيين
كالأمريكان والبريطانيين فمدنييهم وعسكرييهم محاربون على حدٍ
سواء.
قال ياسر أبو
هلالة: لكن في النهاية كيف يمكن أن تكون هناك مقاومة في العراق غير طائفية؟
بمعنى مقاومة خارج إطار السنة يشارك فيها
الشيعة.
قال الدكتور
إبراهيم الشمري: نحن لا نرفض أن يشارك الشيعة أو
الأكراد في المقاومة البلد بلد الجميع فليقاتل كل من جانبه في ... يعطي
الاستحقاق الوطني فيما يخصه، نحن لا نرفض أن تكون هناك مقاومة شيعية
بالعكس.
لكن الذي يحدث أن
كل الأجهزة أو المليشيات المسلحة تستهدف أهل السنة الذين خرجت منهم المقاومة،
نحن لا نؤمن بالطائفية السياسية، هناك خلاف كبير بين أهل السنة والشيعة لا
شك، لكن هذا محصور في الجانب الدعوي ... في الجانب الدعوي، والحوار بالتي هي
أحسن، والمجادلة الحسنة، فنحن ندعوهم إلى ما نعتقد أنه صحيح، لا نستخدم ضدهم
السلاح، لكن الطرف المقابل هو الذي يوغل في قتلنا وإيذائنا، والاعتداء على
رموزنا، ونحن ندعو أبناء عمومتنا من الشيعة العرب أن يكون لهم موقف واضحٌ من
هؤلاء، هؤلاء يجازفون بمصيرهم فعليهم أن ينتبهوا لهذه
الحال.
أقول وبالله
أستعين:
أما قوله [ البلد
بلد الجميع ] فالبلد بلد الله والأرض لله ( إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا
مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) سواءً كانوا
أكراداً أو عرباً أو أتراكاً أو أوربيين، أما الكردي العلماني، والرافضي
المشرك، والسني العميل، فليس لهم بلد ولا أرض، وليس لهم حقٌ في العيش على وجه
الأرض، بل جزائهم القتل والتشريد.
وأما قوله [ يعطي
الاستحقاق الوطني ] إن القوم يؤصلون للوطنية، ويرحبون بالوطنيين، فالبلد بلد
الجميع، وكل يأخذ حقه في ظل الوطن، فضابط الموالاة والمعاداة هي الوطنية،
وهذا خلل بين في العقيدة.
وأما قوله [ نحن لا
نؤمن بالطائفة السياسية ] فالجيش الإسلامي لا يؤمن بالطائفية السياسية،
فالوطن وطن الجميع، والكل في ظله إخوة، فجعلوا الأخوة مرتبطة بالوطن، وأصبح
الولاء والبراء وطنياً قطرياً عراقياً، وليس كما قال الله تعالى: ( إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )المائدة : 55، وقوله
تبارك وتعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
)التوبة : 71.
قوله [ هناك خلاف
كبير بين أهل السنة والشيعة لاشك ] إلى قوله [ فنحن ندعوهم إلى ما نعتقد أنه
صحيح، لا نستخدم ضدهم السلاح، لكن الطرف المقابل هو الذي يوغل في إيذائنا،
والاعتداء على رموزنا ].
أقول وبالله
أستعين:
الجيش الإسلامي ليس
بينه وبين الشيعة خلاف إلا في الجانب الدعوي والحوار بالتي هي أحسن والمجادلة
الحسنة.
إن الروافض بالعراق
الذين يسميهم البعض شيعة هم طائفة الإثنى عشرية الجعفرية، فنحن نختلف مع هذه
الطائفة اختلافاً جذرياً في أصول الدين، وقد بينّـا بعضاً من عقيدة هؤلاء
الروافض في الملاحظة السادسة فلتراجع.
وأما حكم هؤلاء
الروافض فكما حكم عليهم أئمة الدين الأولون، فإن كانوا في دولة الإسلام
مستضعفين فيستتاب الرافضي فإن تاب وإلا قتل، وأما إن كانوا أصحاب قوة وشوكة
فيقاتلون قتال الطوائف الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام، وقد أخرج بعض
أئمة السلف الروافض من فرق الإسلام الثلاث والسبعين وعدوا مذهبهم ديناً
جديداً يضاهي الدين الإسلامي.
إن الجيش الإسلامي
يؤصل لثقافة الذل وفقه الخنوع، فإذا قَتَلَ الروافض رموز أهل السنة، وأثخنوا
في عامتهم، واغتصبوا حرائرهم، وحرقوا مساجدهم، فالجيش الإسلامي سيقابل السيئة
بالحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ولن يرفع السلاح صوب إخوانه الروافض إخوان
الوطن والتربة.!! ألم يأمر الإسلام بدفع الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ولو
كان مسلماً فكيف بالمشرك؟!!
قوله [ ندعو أبناء
عمومتنا الشيعة العرب ] إلى قوله [ فعليهم أن ينتبهوا لهذه الحال ].
أقول وبالله أستعين:
إن الناظر في سيرة النبي r بتمعن وتدبر، ليعلم علم اليقين أن الإسلام فرّق
بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، فالوحي تنزل بمكة ثلاثة عشر عاماً يقرر
التوحيد، والمفاصلة الكاملة بين أهل التوحيد وأهل الكفر والتنديد، والولاء
لله ولرسوله وللمؤمنين، والعداء للمشركين ولو كانوا من أقرب
المقربين.
فقاتل النبي
r في بدرٍ وأحدٍ أبناء عمومته من كفار قريش، فقتل
أبو عبيدة أباه، وقتل علي الوليد بن عتبة، وقتل حمزة شيبة، فأنزل الله فيهم
قوله تعالى: ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ
وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة22.
قال الشيخ أبو مصعب حفظه الله: [ المسلم الأمريكي
أخونا الحبيب، والعربي الكافر عدونا البغيض
].
واعلم رحمك الله
أني منذ أن وطئت قدمي أرض العراق لم أر من تنظيم القاعدة عداوة لجماعة من
الجماعات الجهادية وخاصة الجيش الإسلامي، وما علمت من الشيخ أبي مصعب إلا أنه
يوصي الإخوة المجاهدين بالصلة الحسنة لكثير من الجماعات الجهادية، فمرةً يوصي
المجاهدين بالإحسان لجماعة عصائب العراق، وأخرى يوصيهم بحسن التعامل والجوار
مع أنصار السنة، بل كما نعلم من أحواله حفظه الله أنه يسعى جاهداً لتوحيد
كلمة المسلمين، وجمع صف المجاهدين، وقد أثمرت هذه الجهود، حيث شكلت مجموعة من
التنظيمات الجهادية ومنها تنظيم القاعدة مجلس شورى المجاهدين والذي يرأسه
أخونا الشيخ عبد الله رشيد البغدادي.
وقبل أن أختم هذه الملاحظة فقد قام الجيش الإسلامي
بحملة إعلامية كبيرة داخل العراق وخارجه ليشوه صورة التنظيم، وساعده في ذلك
كثير ممن هم على فكره ومنهجه في الداخل والخارج من جماعات ورجال دعوة ومواقع
على شبكة الإنترنت، ولم يكتفِ بهذا فأرسل المندوبين إلى جزيرة العرب ليحذروا
العباد من تنظيم القاعدة والشيخ أبي مصعب، وما هذه الملاحظات الثمان التي
أوردها فضيلتكم إلا نتيجة من نتائج تلك الإشاعات والادعاءات.. وعند الله
تجتمع الخصوم.
وانصح
الاخوة بقرائة هذا الكتاب لمعرفة حقائق كثير من الاحداث
في ارض الجهاد والاستشهاد
ولكل
من اراد معرفة بداية تاسيس جماعة التوحيد والجهاد
ثم تنظيم قاعدة الجهاد في ارض الرافدين
بقيادة الشيخ ابو مصعب رحمة الله